وبحسب وكالة تقريب للأنباء، فإن الجلسة الأولى من سلسلة لقاءات «الامة المتآلفة» بعنوان «دراسة دور ومكانة المرأة في تحقيق الوحدة والأمة الإسلامية الموحدة»، بحضور لاله افتخار، رئيسة الاتحاد العالمي للمرأة المسلمة، ندا ملكي مذيعة تلفزيونية وخبيرة في الشؤون الدينية، وافتخار دانشبور، الأستاذة المساعدة بقسم الفقه والقانون بجامعة المذاهب الإسلامية، يوم الثلاثاء 30 أغسطس 2021 في المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية.
فاطمة الزهراء (ع) محور وحدة المرأة في المجتمع الإسلامي
لاله افتخاري، العضوة السابقة في مجلس الشورى الإسلامي ورئيسة الاتحاد العالمي للمرأة المسلمة، أطلقت فاطمة الزهراء (ع) محور الوحدة بين نساء المجتمع الإسلامي. وفي بداية اللقاء، أشارت لاله افتخار إلى أهمية تمسك المسلمين بعهد الله وقالت: «يجب أن تخاطب النساء على وجه الخصوص بالآية المقدسة وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا، لأن الله تعالى قد جعل قلوبهم الوحدة. هناك العديد من الأنماط الموحدة في القرآن الكريم، ومن واجبنا نحن المسلمين أن نأخذ في الاعتبار الدور المهم للوحدة في المجتمع الإسلامي باستخدام أوامر القرآن الكريم.»
واعتبرت فاطمة الزهراء (ع) محور الوحدة بين النساء في المجتمع الإسلامي، وقالت: «وقد ورد ذكر عظمة هذا الموضوع مرات عديدة في الحديث الشريف القدسي. وهكذا تتضح مركزية وتأثير المرأة في المجتمعات الإسلامية.»
وأضاف افتخاري: «ورد في كلام الإمام الخميني (رضي الله عنه) أن للمرأة، مثل الأنبياء، دورًا مهمًا في المجتمعات الإسلامية، ولها ولاء في الأهداف، والسياسة، وما إلى ذلك ؛ خلال حادثة كربلاء، كانت حضرة زينب (ع) هي حاملة علم كربلاء وبتسامحها وصبرها، أصبحت قدوة للمرأة في المجتمع الإسلامي اليوم.»
وقال العضوة السابقة في مجلس الشورى الإسلامي: «النساء بأمر فاطمة الزهراء (عليه السلام) دائما على استعداد في حشد الجماهير، وعلى استعداد للتضحية بحياتهن في هذا الاتجاه خلال الثورة دفاعا عن الولاية". هي مصدر إلهام للمجتمعات ؛ اليوم، من المحتم على الجميع الامتناع عن وجهة النظر النسوية وتطوير وجهة نظر متقاربة وموحدة. إن العالم اليوم متعطش لأقوال وأفعال جديدة، ومثل هذه القضايا يتم استيعابها وصياغتها جيدًا.»
وشددت رئيسة الاتحاد العالمي للمرأة المسلمة على ضرورة مشاركة المرأة في الوحدة الإسلامية قائلة: «الوحدة لا تعني الاتحاد، بل هي الانسجام والتعاطف. لذلك، من أجل تعزيز الوحدة، يجب اتخاذ كل خطوة ضرورية حتى تكون المرأة مؤثرة في المجتمع قدر الإمكان. اليوم، يجب أن نستخدم كل قدرات العالم الإسلامي، سواء على مستوى النخبة أو على مستوى الخبراء، لإظهار تأثير المرأة في المجتمع الإسلامي. يجب دراسة دور المرأة في الأسرة في مجال الوحدة والتقريب بين المذاهب الإسلامية.»
«إن العودة إلى النظام الإسلامي، وتثقيف المرأة بحقوقها وإعدادها ومسؤوليتها، وتمكين المرأة وتثقيف دورهم بشأن الوحدة والتقريب، وتمكين المرأة في المجالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وغيرها، عوامل فاعلة لتحسين وضع المرأة في المجتمعات الإسلامية.»
لا يمكن تجاهل دور المرأة في مسألة التقريب / تجاهل دور المرأة يلحق ضررا بجسد الأمة الإسلامية الموحدة
وقالت ندا ملكي مذيعة تلفزيونية وخبيرة في الشؤون الدينية: «الأمة الإسلامية الموحدة هي وسيلة للحضارة الإسلامية الجديدة التي يفترض أن تصنع تيارات في المجتمعات، والنساء تشكل نصف هذه الأمة الإسلامية الموحدة. تجاهل دور المرأة يلحق ضررا بجسد الأمة الإسلامية الموحدة ويضيـِّع القوة الممنوحة للأمة الإسلامية».
قالت ندا ملكي، مذيعة تلفزيونية وخبيرة في الشؤون الدينية: «في كل مرحلة من التاريخ، لعبت المرأة دورًا مؤثرًا في المجتمعات الإسلامية. وفقًا للبحث، لا تنتقل الخصائص الجسدية فحسب، بل أيضًا الخصائص العقلية والعاطفية من الأم إلى الأطفال ؛ لذلك، إذا أخذنا في الاعتبار وجهة نظر القرآن الكريم حول المرأة ومكانتها في المجتمعات الإسلامية، فلا يمكننا تجاهل دور المرأة في مسألة التقريب وعلينا استخدام قدراتهم لتعزيز الوحدة.»
واعتبر الخبير في الشؤون الدينية أن تطوير ثقافة الوحدة مبدأ مهم في محاربة الجماعات التكفيرية، وقال: «يجب تعزيز ثقافة الوحدة بين مختلف الطوائف بالصبر والتسامح، ويجب أن نستخدم قدرات النساء هم رواد المجتمع في الأيام الصعبة، مثل زينب (ع) التي دافعت بقوة عن جيشها.»
وتطرق ملكي إلى أهمية دور المرأة في الوحدة الإسلامية، مضيفةً: «أي دين يقدم أسلوب حياة خاص يعتمد على وجهات النظر الإنسانية يمكن أن يكون فعالاً في جذب قلوب البشر. الأمة الإسلامية الموحدة هي وسيلة للحضارة الإسلامية الجديدة التي من المفترض أن تصنع تيارات في المجتمعات، وتشكل النساء نصف هذه الأمة الإسلامية الموحدة.»
وقالت ملكي: «المجمع العالمي لتقريب بين المذاهب الإسلامية، كمنتدى كبير، يمكن أن يشجع نساء المجتمعات الإسلامية على توحيد العالم الإسلامي وتنفيذ الخطط الموضوعة لتنميته.
إذا ظهرت مشاكل سياسية وصعوبات أخرى في مجتمعنا العلمي، فليس له حدود ويجب على جميع النخبة المسلمة في كل مكان نشر الوحدة في جميع أنحاء العالم.
لذلك إذا لم تحظ دبلوماسيتنا بدعم قوي، فلن نتمكن من رؤية حضور قوي للمرأة في المجتمعات الإسلامية وعبور الحدود.
واعتبر الخبير الديني تكوين الأمة الإسلامية الموحدة وسيلة لتعزيز الوحدة الإسلامية، مضيفًا: «تجاهل دور المرأة يلحق ضررا بجسد الأمة الإسلامية الموحدة.»
عُقد الاجتماع «الامة المتآلفة»:
مسيرة الأربعين نموذجا لتشكيل الأمة الإسلامية الموحدة
استمرارًا للاجتماع، وصفت افتخار دانشبور، الأستاذة المساعدة في قسم الفقه والقانون بجامعة المذاهب الإسلامية، أنواع الوحدة: «عليهم أن يتحولوا إلى الوحدة الإجرائية؛ لذلك، لا يمكن لمثل هذه الوحدة أن تخلق نظامًا مستقرًا في العالم الإسلامي، ولا بد من القول إن تقليل الضغوطات وتزايدها يمكن أن يؤثر بطريقة ما على وحدة المسلمين، ولكن في الوحدة المعقولة، يدرك المسلمون أن تعاليم الإسلام لها روح واحدة و الجذور والاعتماد على هذه القواسم المشتركة يمكن أن يخلق وحدة دائمة بين المسلمين».
وأضاف دانشبور: «أقر العديد من العلماء بتشكيل مثل هذه الوحدة في العالم الإسلامي. لذلك، يجب على المجتمعات الإسلامية إضفاء الطابع المؤسسي على تفاعلاتها على أساس وحدة معقولة، وهذا مبدأ أساسي».
أشارت الأستاذة المساعدة في الفقه والقانون بجامعة المذاهب الإسلامية إلى دور المرأة في الوحدة الإسلامية وقالت: «إن أساس وجوهر أي حركة في المجتمع، وكذلك الاتساق التعليمي والمكتسب للأفراد، هي مسؤولية النساء في هذا المجتمع؛ نتيجة لذلك، يمكنهم لعب دور فعال في المجالات السياسية والاجتماعية وغيرها. يمكن للمرأة تطوير عناصر موحدة في كل من المجتمع والمنزل ويكون لها تأثير كبير. يمكن للمرأة أن تكون القوة الدافعة للمجتمع الإسلامي، وفي هذا الصدد، يجب تشكيل برنامج منهجي».
قال دانشبور: «قال الله تعالى في القرآن الكريم أننا خلقناكم جميعًا على أساس روح واحدة. لذلك، يجب أن تنتهي نهاية المجتمع البشري في الوحدة، ويجب على جميع الطوائف اتخاذ خطوات لتحقيق الوحدة الدائمة».
ووصف الثورة الإسلامية بأنها نموذج تستخدمه دول الجوار في محاربة الاستبداد، مضيفاً: «لقد جعل هذا الحدث دولاً أخرى واثقة من نفسها وفي موجة الصحوة الإسلامية تلعب المرأة دوراً بارزاً ومميزاً. كل هذه القضايا تدل على أن المرأة تلعب دورًا رئيسيًا في الصحوة الإسلامية من خلال مراعاة جميع العادات الإسلامية. وفقًا لأوامر الإمام الخميني (رضي الله عنه)، تمر النساء في مجالين: الوعي الذاتي والتطهير الذاتي وبناء المجتمع والإنسانية. كما يتضح من النظام الفكري للإمام الخميني (رضي الله عنه)، فهو يقدم مستوى أنسنة المرأة في مستوى أنسنة القرآن.»
وفي إشارة إلى دور المرأة في تاريخ الإسلام، قالت الأستاذة الجامعية: «إن قوة المرأة ودورها الفعال في بداية الإسلام، انطلقت من حضرة فاطمة الزهراء (ع) واستمرت مع حضرة زينب (ع) في عاشوراء. إن قوة المرأة ودورها الفعال منذ بداية العصر الإسلامي يظهر الدور المحوري للمرأة في الوحدة والصحوة الإسلامية. اليوم، يجب ألا تكون المرأة في المجتمعات الإسلامية غير مبالية ببعضها البعض. يمكن للمرأة أن تجمع بين الحياة المباركة في الدنيا والآخرة. مثالها هو المسيرة الأربعين الحسيني الرائعة، حيث تظهر النساء في فترة زمنية معينة الوحدة في حشد من عدة ملايين من الناس. هذه المسيرة نموذجا لتشكيل الأمة الإسلامية الموحدة.»
على عتبة أسبوع الوحدة وانعقاد المؤتمر الدولي الخامس والثلاثين للوحدة الإسلامية، يعقد المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية سلسلة لقاءات بعنوان «الامة المتآلفة» لشرح محاور هذا المؤتمر علميًا.
في هذه الاجتماعات، يستعرض أساتذة وخبراء من الحوزة والجامعة مواضيع المؤتمر الدولي الخامس والثلاثين للوحدة الإسلامية، بالإضافة إلى العمل المعنون «الأمة الإسلامية الموحدة واتحاد الدول الإسلامية» الذي كتبه وقدمه الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية حجة الإسلام والمسلمين الدکتور حميد شهرياري.
وسوف تعقد هذه الاجتماعات كل أسبوع يوم الثلاثاء في الساعة 17:30، سیتم بثها بشکل مباشر من خلال موقع المؤتمر www.iuc.taqrib.ir وقنوات الشبكات الاجتماعية للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية في وقت واحد.
سيقام المؤتمر الدولي الخامس والثلاثون للوحدة الإسلامية تحت عنوان «الاتحاد الإسلامي، السلام والحذر من التفرق والتنازع في العالم الإسلامي» في ثمانية محاور في أسبوع الوحدة في الفترة من 12 إلى 17 ربيع الأول 1442 هجري قمري الموافق لـ 19 إلى 24 اكتوبر 2021ميلادي بمشاركة علماء ومفكرين ورجال وخبراء من جميع أنحاء العالم الإسلامي.