تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

المؤتمر الدولي الخامس والثلاثون للوحدة الإسلامية

د.رشا روابح : لتجفیف منابع الخطاب الإقصائي والانفتاح على الاخر

تصویر

 قالت الاستاذة بكلية العلوم الاسلامية بجامعة الجزائر، إن الوحدة هي عملیة للتعایش بین المذاهب من خلال الانفتاح علی الآخر الدیني و الحوار معه، مؤكدة ضرورة تعزیر الخطاب الدیني الانساني و ذلك بالعمل علی تجفیف منابع الخطاب الإقصائي.
وخلال كلمتها في المؤتمر الدولي الخامس والثلاثين للوحدة الاسلامية المنعقد بشكل افتراضي في العاصمة طهران تحت عنوان "الاتحاد الاسلامي، السلام واجتناب الفرقة والنزاع في العالم الاسلامي "؛ تطرقت الدكتورة رشا روابح  إلی موضوع الوحدة الإسلامیة والعقبات التي تواجهها  و كذلك استراتيجیات ارساء دعائم الوحدة بين المسلمين.

د. روابح أكدت أن الدعوة إلی الوحدة لا تعني إطلاقا اختراق مساحة الآخرین و لا أن یتخلی أحد عن مذهبه فهذا لم یقل به أحد من دعاة التقریب و النهضة التوحیدیة في الأمة الإسلامیة بمختلف  علی تیاراتهم و انتماءاتهم .

وأضافت: أن الوحدة في الحقیقة هي أن نحافظ علی لقب خیر أمة أخرجت للناس لتمسكها و قوتها الذاتیة، فهي عملیة للتعایش بین المذاهب من خلال الانفتاح علی الآخر الدیني و الحوار معه لأجل أن یفهم بعضهم بعضا و أن یتعرفوا علی القواسم المشتركة.

وشددت الأكاديمية الجزائية، أن تحقيق الوحدة قد یتطلب التضحیة ببعض المصالح الضیقة و الآنیة في سبیل الهدف الأسمی و الأجمل. ونوهت إلی أن أساس تحقیق الوحدة الإسلامیة هو الإدارة السلیمة للاختلاف و التي تنطلق أساسا  للاقتناع بفكرة إمكانیة أن نلتقی و نختلف في الوقت عینه.

وأشارت إلی نخبویة المشاریع الوحدویة قد لايؤدي إلی تحقيق الأهداف المنشودة، داعية إلی فتح الخط المباشر علی القاعدة الجماهیریة بدل أن یظل مخاطبنا هو النخب و المؤسسات الدینیة.

وفي جانب آخر من كلمتها، أكدت روابح ضرورة الاهتمام بالإعلام التقریبی، وقالت: من المؤسف أن أموال المسلمین تهدر من حیث لا یشعرون و الإعلام التقریبی خافت لا یكاد یسمع صوته أمام الإعلام التفریقی لذا یجب الاهتمام بالإعلام الوحدوي .

كما دعت إلی تعزیر الخطاب الدیني الانساني و ذلك بالعمل علی محاولة تجفیف منابع الخطاب الإقصائی الذي یستحضر الصراعات التاریخیة و في المقابل العمل علی إحیاء الخطاب الدیني الأخلاقي و الروحي و العلائق مع الله و مع الانسان الخطاب الذي یقدم الدین علی أنه محبة و العلاقة مع الله و مع الآخر و حضور الله عز و جل في جمیع تفاصیل الحیاة.

وفي الختام أشارت إلی ضرورة تمويل المشاريع الوحدوية وقالت: من عیب الفكر و المنهج أن نجعل مواضیع الاختلاف هي القاعدة التي تؤسس علیها علاقاتنا في حین بإمكاننا أن نجعل المشتركات هي قاعدة الهرم في العلاقات الإسلامیة.