تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

المؤتمر الدولي الخامس والثلاثون للوحدة الإسلامية

اية الله أحمد مبلغي: الخيار الأمثل لإرساء دعائم الوحدة بين المسلمين هو التسامح والاعتدال

تصویر

أکد رئيس مركز الدراسات الإسلامي التابع لمجلس الشورى الإسلامي(البرلمان الإيراني) أن أفضل آلية لنبذ الخلافات وارساء دعائم الوحدة بين المسلمين تتمثل في تعميق قيم التسامح والاعتدال، مضيفا أن تنوع المذاهب لاينبغي أن يؤدي إلی الفرقة.
وخلال کلمته في المؤتمر الدولي الخامس والثلاثين للوحدة الاسلامية الذي يعقد حاليا بشکل افتراضي في العاصمة طهران تحت عنوان "الاتحاد الاسلامي ، السلام واجتناب الفرقة والنزاع في العالم الاسلامي "؛ قال اية الله أحمد مبلغي، إن موضوع الاختلافات المذهبية والفكرية والاجتهادية يعد أحد أهم التحديات التي يواجهها العالم الاسلامي نظرا لأن الاسلام مكون من مذاهب مختلفة.

وأضاف: علينا أولا قبول الاختلاف ثم العمل علی إرساء دعائم الوحدة بين المذاهب الإسلامية، والهدف من الوحدة والتقريب بين المذاهب هو نبذ الخلافات وقبول الاخر.

واكد ان لم شتت الامة وتحقيق التقارب بين الطوائف المختلفة واجتناب تشديد الاختلافات الناتجة عن الاختلافات الاجتهادية ، افضل سبيل لتحقيق الوحدة الاسلامية ، مشيرا الى انه لا يمكن الوصول الى هذا الهدف مع تشديد الاحتقان الطائفي بسبب الاختلافات الفقهية لان هذه الاختلافات لا تؤدي بالضرورة الى الخلافات الاجتماعية .

وفي هذا السياق قال الشيخ احمد مبلغي ان المشكلة في هذا المجال لا علاقة له بوجود اختلافات فقهية بين المذاهب الاسلامية وانما المشكلة تعود الى عدم وجود سبل حل لتجاوز هذه الاختلافات كي لا تؤدي الى تشديد الاحتقان الطائفي ومشاكل اجتماعية ونزاع مذهبي .
وتابع: إذا نظرنا الى التاريخ الاسلامي نجد ان الاختلافات الاجتهادية تسببت في التفرقة والخلاف بين المسلمين واصبحت بؤرة للتباعد بين المسلمين وضرب الوحدة، اما الاسلام يقدم حلا ناجعا لهذه المشكلة وهي ادارة الأزمة ثم العمل علی تأطير الاختلافات الفكرية.

اية مبلغي أوضح أن الاسلام وعبر الترکيز علی قيم الوحدة والتقارب قدم حلا نافعا يتناسب مع جميع نظريات الادارة وبتطبيق هذه الحلول النظرية على ارض الواقع بامكاننا ادارة الاختلافات الاجتماعية بصورة لاتضر بمصالح الأمة.

وأشار إلی الآليات التي تساهم في منع ورود الإختلافات الفقهية الى المجتمع، مؤکدا أن الآلية الرئيسة والأنجع لفض الخلافات وتفادي الأزمات الاجتماعية تتمثل في تعميق قيم التسامح والاعتدال.

وفي الختام أکد على ضرورة العمل ،وخاصة في الظروف الراهنة ، على نبذ الخلافات من خلال ترسيخ ثقافة الاعتدال وهذا مبدأ رئيسي رغم ان البعض یرفضون هذه الفكرة لانهم ينظرون من منظور مذهبي وطائفي، لکن الحلول المبنية على اساس المنظور القرآني تدعو إلی الوحدة ونبذ الخلافات بين المسلمين.