الباحث والاستاذ الجامعي الجزائري في فرنسا عماد حمروني ، حيث كان تأكيده على موضوع تأصيل الاخوة الايمانية والاسلامية التي بدأها الرسول الاكرم (ص) عندما اعلن ان الامام علي (ع) اخا له واخا بين المهاجرين والانصار ليؤسس بذلك مجتمعا قائما على الاخوة الدينية حيث اسس على ضوئها الحكومة الاسلامية ولكن العدو المستكبر انذاك والذي كان يتمثل بالبيزنطيين والمتشددين الجهلة اخترقوا الامة الاسلامية ليشتتوا قواها ويؤسسوا الفرقة والنزاع بين المسلمين وبدؤا باغتيال الخلفاء بداية من الخليفة عمر (رض) والى الاغتيال الاكبر اي الامام علي (ص) وانتهاء بفاجعة كربلاء ليترسخ الاختلاف والفرقة بين المسلمين .
واكد ان الاخوة في الاسلام ليست مسألة اخلاقية او مسألة مدارا ومجاملة وانما مبدء لاقامة وتحكيم الدين الاسلامي في المجتمع فبدون الاخوة لا يبقى دين اسمه الاسلام ، مشيرا الى ان المنظومة العملية للاسلام قامت على اساس الاخوة وهي المحرك الاسياسي لبقاء الدين وتمدده على مستوى العالم .
واقل ان الاستكبار العالمي اليوم يحاول من خلال اثارة النعرات الطائفية والحروب المذهبية والصراعات بين الدول الاسلامية اختراق الاخوة الدينية وتبديلها الى الفرقة والتشتت بين المسلمين .
الدكتور عماد حمروني يرى لا مفر من العودة الى الاخوة الدينية التي أسسها الرسول الكريم (ص) في عصره عندما اخا بين المهاجرين والانصار ، ولكن من بعده تشكلت جماعات فكرية وطوائف مذهبية باسم الاجتهاد . ويرى ان الامة الاسلامية اليوم تعاني من عدة تحديات : التشتت والتنازع من جانب وهجوم الجماعات التكفيرية والغرب الوحشي على بعض البلدان الاسلامية مثل العراق وسوريا وافغانستان من جانب اخر . ويؤكد ان مجئ هذه الجماعات الارهابية من البلدان الاسلامية الى هذه المنطقة دليل على فشل الجهود لتحقيق الاخوة الاسلامية .
ولهذا يدعو هذا المفكر الاسلامي ولكي نتجاوز الخلافات والنزاعات والقضاء على الفكر التكفيري ان نترجم الاخوة الدينية والوحدة الاسلامية على ارض الواقع من خلال الحوار البناء بين كافة المكونات الاسلامية وتأسيس منظمات عملانية اجتماعية اقتصادية ثقافية مشتركة بين كافة المذاهب الاسلامية .