تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

المؤتمر الدولي الخامس والثلاثون للوحدة الإسلامية

على هامش المؤتمر الدولي 35 للوحدة الاسلامية في طهران وزير جزائري سابق لـ (تنا): أمر المسلمين ليس بأيديهم مما يمنع وحدتهم

تصویر

قال وزير الشؤون الدينية الجزائري السابق رئيس المجلس الاسلامي الأعلى الاستاذ الدكتور بو عبد الله غلام الله، إن أمر المسلمين ليس بأيديهم مما يمنع وحدتهم.
وفي مقابلة أجرتها وكالة أنباء التقریب (تنا) معه على هامش مشاركته في المؤتمر الخامس والثلاثين للوحدة الاسلامية في العاصمة طهران، أوضح غلام الله، البريطانيون الذين حكموا العالم عبر جواسيسهم الذين لم يكونوا جواسيس عاديين وانما في قمة العلم، أسسوا الجامعة العربية عام 1946، لبث الفرقة والخلافات بين المسلمين والعرب.
وبيّن أن الاختلاف موجود في المذاهب الاسلامية ولا يمكن نكرانه، غير أن الجواسيس البريطانيين قاموا بتضخيمه واذكائه، بل قاموا بتأسيس طوائف مزيفة الأمر الذي عزز هذه الاختلافات التي تطورت احيانا الى خلافات ثم توترات ثم صراعات وأحيانا حروب.

وشدد غلام الله على أن الشيطان وراء الخلافات والصراعات الطائفية، والشيطان ليس بالضرورة أن يكون ذلك الذي طرده ربنا عزوجل من الجنة، وانما كل من لديه مصلحة في اختلاف المسلمين يمكن أن يكون شيطانا، فداعش والجماعات الارهابية تقتل المسلمين باسم الدفاع عن الاسلام، يقف وراءها ويدعمها ويقدم المال والسلاح لها هم أولئك الذين لديهم مصلحة في اختلاف المسلمين.

وقال: لو اتحد المسلمون فسيشكلون قوة عالمية كبيرة لأنهم يمتدون من طنجة الى جاكرتا، أي انهم في قلب العالم، وهذا يعني انهم سيقودون العالم دون سواهم، وبالتالي القوى العظمى كأميركا لا تريد أن ينافسهم العالم الاسلامي.
واستدرك قائلا: هذا لا يعني تحميل الآخرين ضعفنا، أو أن نلقي كل ما يجري بنا على الآخرين، مؤامرات الآخرين تشكل جزءا من مشاكل المسلين ولكن يمكن التخلص منها والتصدي لها عبر التمسك بالوحدة.

ولفت غلام الله الى أن أحدى نقاط ضعفنا هي التوجهات الفكرية والثقافية التي تغزوننا من الخارج، كالتي نقلها حكامنا الينا، موضحا، بأن جميع حكامنا تتلمذوا ودرسوا في الخارج، وبالتالي فانهم استلهموا العلوم والثقافة من الغرب وتتطبعوا على طباعهم، وبالتالي فانهم يريدون بناء دولنا وفق ما هو موجود في الغرب، ولكنهم لن يتمكنوا من ذلك، لأن التلميذ لن يتمكن من الوصول الى درجة الاستاذ، بينما علمائنا ونخبتنا رفضوا اتباع الغرب وتطبيق نهجهم وحياتهم وقوانينهم في بلداننا، واستشهد بكلمة العالم الجزائري مالك بن نبي الذي قال، "يجب أن نعمل ما لا يعملون"، فهو الذي دعا الى تحالف يجمع الدول الاسلامية من طنجة الى جاكرتا.

 

وحول مؤتمر الوحدة الاسلامية، قال، عندما نقول الوحدة الاسلامية يعني الوحدة المنبثقة من الاسلام، والاسلام يبدأ بالقرآن الكريم، والقرآن الكريم يدعونا ويأمرنا الى أن نكون أمة واحدة، والوحدة ليست خطوة فطرية أو عمل طبيعي بل ينبغي انشاءها، وبناءها، كما فعل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، فقد بنى الأمة الاسلامية بناء، ابتداء من الدعوة للاسلام ثم الهجرة ثم تكوين النظام والدولة، لذلك فان الوحدة تبنى.

وواضاف، أن الوحدة كسائر القضايا، فاذا تخللها الضعف فانها ستضعف، بينما اذا كان لابنائها والقائمين عليها ارادة قوية فيمكن بناءها من جديد، واننا نمر حاليا بمرحلة البناء، فالنخبة الاسلامية تردي اعادة تشكيل وبناء الوحدة الاسلامية، ومؤتمر الوحدة يصب في هذا الاطار، وجميع الذين شاركوا في المؤتمر تحدثوا عن عوامل تفتيت المسلمين أو تعزيز وحدتهم.

وبخصوص المجلس الذي يترأسه، لفت الى أنه يتألف من 15 عالما جزائريا، وأن المجلس لديه نشاط كبير في اصلاح البين والمشاكل العائلية، وخاصة المشاكل التي تفشل المحاكم في حلها، كما انه يعقد الندوات الفكرية والثقافية والاجتماعية ويقوم بنشر مخرجات هذه الندوات، وبالتالي فانه ينتج الرأي الصائب الذي يتزود به النخبة والرأي العام، كما أن المجلس يصدر مجلة كل ستة أشهر وتسمى "الدراسات الاسلامية"، الى جانب نشر المحاضرات التي يلقيها اساتذة الجامعات والنخب في ندوات المجلس.