تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

المؤتمر الدولي الخامس والثلاثون للوحدة الإسلامية

اية الله الأراکي: وحدة العالم الإسلامي واجب شرعي ويجب التمسك بالسنة النبوية

تصویر

 أکد الأمين العام السابق للمجمع العالمي للتقریب بين المذاهب الاسلامية، آیة الله محسن اراكی، أن وحدة العالم الإسلامي هي واجب شرعي یتقدم على سائر الواجبات ، ذلك لأن التقریب بین المذاهب الإسلامیة يمهد الأرضية والظروف لإرساء وتحقیق وحدة الأمة الإسلامیة.
وخلال کلمته في المؤتمر الدولي الخامس والثلاثين للوحدة الاسلامية الذي يعقد حاليا بشکل افتراضي في العاصمة طهران تحت عنوان "الاتحاد الاسلامي ، السلام واجتناب الفرقة والنزاع في العالم الاسلامي "؛ أضاف الشيخ الأراکي: أن وحدة الأمة الإسلامیة أو التقریب بین المذاهب لايعني تخلي اتباع المذاهب عو معتقداتهم ورموزهم  ، بل الأساس في عملية التقارب هو أن الابتعاد عن حالة الفرقة و النزاع في العالم الإسلامي و أن لا یتنازع المسلمون فیما بینهم بل یجب أن یکونوا یدا واحدة.

وأشار اية الله الأراکي إلی مفهوم الوحدة ولوازمها وقال: إن القرآن الکريم تناول هذا المفهوم مرارا و تکرارا کما أن السنة النبویة الشریفة أکثرت من معالجته وکل ذلك تجلی في الحديث عن التمسك بسنة الرسول الاكرم (ص) .
 
العضو في جمعية مدرسي حوزة قم العلمية، أوضح أن ما یستخلص من الآیات القرآنیة و سنن الأنبیاء و السنة النبویة هو أن اطاعة الرسول الأکرم(ص) و الانقیاد له أکثر أهمیة من الواجبات الدینیة بل و بالأحری تعد اطاعة النبي رکیزة تقوم علیها دعائم وحدة الأمة الإسلامیة. الأمة الإسلامیة فی السنة النبویة الشریفة تدل علی کافة أتباع الرسول واهل البيت والصحابة ، فالمرافقة یعقبها الامتثال کما أن الامتثال یجلب معه المرافقة.
 
وأکد أن اتباع الرسول(ص) أو التخلي عن اتباعه هما الرکیزتان اللتان يعتمد علیها الارتباط بأمة الرسول الأکرم و الاتصال بها، فمن یستطیعون اتباع الرسول الأکرم فهم من هذه الأمة.

ثم انتقل إلی الحديث عن تأثير اتباع الرسول علی الوحدة والتقارب بين المسلمين وقال: إن من یتبعون الرسول (ص) من المستبعد أن یتنازعوا فیما بینهم فاتباع نهج الرسول یؤدي إلی الوحدة و یؤلف القلوب و یوحد الاتجاهات کما أنه ینساق بالألفاظ و الأیدي إلی صوب واحد.

وبين أن اتباع رسول الله یتبعه المرافقة إذ أن الله تحدث عن مرافقة الرسول التي هي مرافقة الأبرار فی آیات عدة بالقرآن؛ مشيرا إلی قوله تعالی: {رَبَّنا آمَنَّا بِما أَنْزَلْتَ وَ اتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ‌}
وأوضح أية الله الأراکي قائلا: إن في مقدمة الشاهدین هؤلاء الرسول الأکرم صلی الله علیه وآله وسلم کما أن القرآن یقول في آیات أخری: { مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ } فمرافقة النبي هذه رکیزة تقوم علیها الأمة الإسلامیة و أساس لاتباع الرسول الأکرم(ص).
 
وحذر من مخاطر الابتعاد عن نهج النبي الکريم والقيم الإسلامية الأصيلة، مبينا أن أکبر مظاهر الظلم التي تمارس بحق المجتمع الإسلامی هو التجانف عن سبیل الرسول و الانقطاع عنه و الابتعاد عن نهج أهل بیته (علیهم السلام).
 
وفي ختام کلمته، أشار أية الله الأراکي إلی أبرز الأهداف التي یتطلع إلیها التقريب بين المذاهب والتي يمکن ان تختصر في جمع المجتمع الإسلامي تحت رآية اتباع الرسول الکريم، دعیا ابناء الأمة الإسلامية إلی الوحدة ونبذ الخلافات.