فيمكن القول بأن انتهاء فكرة الحرب الباردة لم تختف تمام الاختفاء لدى أصحاب التفكير ـ الجيو سياسي ـ لخصوم الأمس فما يزال الغرب يعتبر روسيا بمثابة الاتحاد السوفياتي، كما أن روسيا ما تزال قلقة مما تقوم به الولايات المتحدة في الميدان الدولي، وتأخذ في الاعتبار المواجهة القديمة، مع أن روسيا شريك محتمل للمجموعة الأوروبية، وحلف الأطلسي باعتبار أن السلم العالمي تهدده النزاعات الإقليمية.
طرأت عدة متغيرات أيضا على الساحة الدولية، ومن ذلك أن مبدأ عدم التدخل في شؤون الدول غير معمول به في العلاقات الدولية اليوم بدعوى "الجرائم الدولية" التي تتطلب تدخل الدول على أساس ما عبر عنه الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان "بالسياسة الخارجية الأخلاقية" بحيث تصبح المصلحة الجماعية الدولية معادلة للمصلحة الوطنية.
ومن أهم المتغيرات تغير المفهوم الاستراتيجي للحلف الأطلسي، بحيث أصبح سائرا مع الاتجاه الذي سارت إليه الأمم المتحدة من التدخل أيضا بعدما كان هدفه دفاعيا فحسب.
ومن شأن العدوان على مبدإ عدم التدخل وإلغائه أن يهدم أسس النظام الدولي، بدعوى أنه يقوم على الاعتبارات الإنسانية التي تختلط في الواقع مع المصالح الاستراتيجية والاقتصادية التي يقوم عليها مبدأ التدخل باسعمال القوة العسكرية، وهذا يمكن أن يؤدي إلى ازدياد الحروب بدلا من أن يؤدي إلى حل الأزمات والنزاعات الإقليمية، كما يصبح مفهوم الردع كافيا لمنع حدوث هذه النزاعات.
المؤلفون:
دکتر عمال طالبی
المستخلص:
الكلمات الرئيسية:
اصحاب التفكير، الجيو سياسی، لخصوم الامس فما يزال الغرب يعتبر روسيا بمثابه الاتحاد السوفياتی، كما أن روسيا ما تزال قلقه مما تقوم به الولايات المتحده فی الميدان الدولی، وتأخذ فی الاعتبار المواجهه القديمه، مع أن روسيا شريك محتمل للمجموعه الأوروبيه، وحلف