تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

المؤتمر الدولي الخامس والثلاثون للوحدة الإسلامية

على هامش مشاركته في مؤتمر الوحدة الاسلامية الحية لـ (تنا) : الوحدة الحقيقية هي التوحد نحو القدس

تصویر


قال خليل الحية عضو المكتب السياسي لحركة حماس رئيس وفد حركة حماس في المؤتمر الخامس والثلاثين للوحدة الاسلامية أن الوحدة الحقيقية هي الوحدة نحو القدس، لأن السرطان الاساسي والسبب الرئيسي وراء فرقة الأمة هو الاحتلال الصهيوني.
وأوضح الحية خلال حواره مع وكالة أنباء التقریب (تنا) على هامش مشاركته في مؤتمر الوحدة الاسلامية، لأن محور الصراع في العالم الاسلامي يدور حول الكيان الصهيوني والاستكبار العالمي وفي مقدمته الولايات المتحدة الأميركية يقدم الدعم الكامل لهذا الكيان، وأن المستفيد الأكبر من تشرذم الأمة واختلافها وصراعاتها هو الكيان الصهيوني، بينما الأمة الاسلامية تستعيد اعتبارها وقيمتها بالوحدة الاسلامية
 
وبشأن تقييمه للمؤتمر أكد الحية أن فكرة المؤتمر هي فكرة رائعة في ظل ظروف بالغة التعقيد تمر بها الأمة الاسلامية، فقد شهدت الأمة الاسلامية لأكثر من قرن من الخلافات والاستعمار والأفكار الدخيلة وكان آخرها التطرف والتشدد والارهاب حتى وصلت الأمور الى الاقتتال.
فكرة العمل الجاد لتوحيد الأمة وعقد المؤتمرات ومشاركة لفيف من العلماء والمفكرين والنخب في الأمة الاسلامية؛ هي فكرة رائعة تؤسس للوحدة الاسلامية، واصرار الجمهورية الاسلامية على عقد المؤتمر في كل عام دليل على جديتها في توحيد الأمة، ومن المؤكد أن هذه المؤتمرات ساهمت في التقريب بين المذاهب.
وشدد على ضرورة تحويل مخرجات هذه المؤتمرات الى برامج عمل تحتضنها الدول ويحملها العلماء والنخب والأحزاب، لكي تسود ويتأثر بها الجميع، وعندما يستشعر الجميع بالحاجة الى الوحدة فانها ستجد طريقها للبقاء والتجذر في الأمة، وعندها تتمكن الأمة من مواجهة الأخطار والتهديدات ولعل الاحتلال يأتي في طليعة التهديدات والاخطار.
وقال: على الرغم من أنني للمرة الأولى أشارك في هذا المؤتمر، إلا أن الندوات والكلمات تدل على اصرار المجتمعين والمشاركين على المضي قدما نحو تحقيق الوحدة.
ورد الحية على ما يقال أن ايران تستغل وتوظف هذه المؤتمرات لمصالحها وأهدافها السياسية ونشر التشيع ولا يهمها بتاتا الوحدة بين المسلمين، بالقول: اتهام الآخر هو نوع من الهروب من الواقع، كما أن المشاركين ليسوا شيعة ولا سنة وانما خليط من كل مكونات الأمة الفكرية والسياسيةن وكل المشاركين يدعون الى اذكاء روح الاتفاق وخفض الخلافات، ومن يزعجه المؤتمر أو المشاركين فيه فعليه أن يضع في اعتباره مبدأ الوحدة وليس الفرقة.
وفيما يتعلق باتهام ايران بانها تستغل دعم القضية الفلسطينية لتحقيق غاياتها الخاصة، قال: منذ ان تعاملنا مع ايران واننا نشعر أن ايران ومكوناتها يدعمون القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني عن قناعة دينية وعقيدة اسلامية وحاجة انسانية وواجب شرعي، وبالتالي فانهم يقفون الى جانب الشعب الفلسطيني بدافع ديني.
وتابع، من يقول أن ايران تستغل وتوظف دعم القضية الفلسطينية فليأت هو ويقوم بدعمها، وليست الجميع يأتي ويدعم القضية الفلسطينية ويستفيد من ذلك، عندها سيستفيد الفلسطينيون من ذلك في مواجهة الاحتلال، ونقول لهؤلاء، عليكم أن تكونوا صرحاء مع انفسكم، فمالذي فعلتموه للقضية الفلسطينية.
واضاف، علاقتنا لا تقتصر على ايران وانما منفتحون على جميع دول العالم ونشكر ونقدر كل من يدعم القضية الفلسطينية، وبالتالي فان توجيه مثل هذه الاتهامات يخدم الاحتلال ولا يخدم القضية الفلسطينية، ونريد من الجميع دعم القضية الفلسطينية كما تدعمها ايران.
وبخصوص ما يثيره البعض من أن ايران تفرض شروطها واملاءاتها على الأحزاب التي تدعمها، شدد على أن علاقة حماس مع ايران لأكثر من 25 عاما "ولم تطلب ايران منا يوما أن نتخذ موقفا أو نقوم بأي عمل من أجل ايران، ولم تضع ايران أية شروط لدعمها، واذا كنا نختلف مع ايران في بعض القضايا فاننا نتفق معهم على القضية الفلسطينية، وايران تدعمنا لتكون المعركة ضد الاحتلال نحو القدس، وانها تدعم الجميع من أجل مواجهة الاحتلال".
وبشأن مباحثات القاهرة والتهدئة وتبادل الاسرى، قال الحية: اننا على أرض فلسطين نؤمن بخيار مقاومة الاحتلال، واننا ندخل بين الحين والآخر في مواجهة معه من أجل القدس والمسجد الأقصى ومن أجل الأسرى وانهاء حصار غزة والاستيطان، واننا لدينا مطالب تجاه الاحتلال من بينها رفع يده وسلوكه الاجرامي في القدس والمسجد الأقصى، وعن الأسرى وقضية الاستيطان، والاحتلال يمر اليوم بظروف غير طبيعية، ويتدخل الوسطاء في هذا الاطار، ولتحقيق مطالبنا، اننا مصرون على انتزاع حقوقنا الوطنية وأن يعش شعبنا بعزة وكرامة وبسيف المقاومة وبسيف القدس الذي أرغم الاحتلال.
وبشأن الاسرى اشرا الحية الى أن الموضوع ينقسم الى قسمين، الأول، هو معاناة الأسرى  وانتهاكات قوات الاحتلال المتكررة ضدهم، الثاني، هو تبادل الأسر، وان الاحتلال غير جاد في هذا الموضوع ولايريد أن يتقدم خطوة واحدة في هذا الملف، وانما يريد ادارته اعلاميا من أجل ارضاء بعض الصوات في المجتمع الصهيوني والايحاء بأنه العملية متواصلة "واننا جاهزون لنصل الى صفقة تبادل حقيقية يلتزم الاحتلال بشروط المقاومة فيها، واننا متمسكون بما ايدينا وما في ايدنا هم الجنود الصهاينة الذين لن يروا النور الا عندما يدفع الاحتلال ثمن ذلك".
وحول ما اذا فشلت المفاوضات، فهل سنشهد جولة جديدة من الحرب والمواجهة، قال الحية: نحن في مواجهة مستمرة مع الاحتلال ، واذا ما توقفت الحرب أو الجولة فانما هي استراحة محارب أو للاعداد للمواجهة التالية، واذا حاول الاحتلال المساس بالمسجد الأقصى أو القدس أو الأسرى أو الشعب في غزة، فاننا لن نطيق ذلك، وبالتالي فان المواجهة مستمرة والمساس بهذه القضايا دفعنا الى الاصرار على المواجهة.